يهود المدينة زمن النبي
أن يكتب باحث يهودي من زمننا المعاصر تاريخا لليهود زمن الرسول في المدينة. كيف يكتبه؟
ما هي مصادره؟ كيف يقرأها وكيف يحللها؟ وهل هي مصادر موثوقة علميا؟
اعتمد المؤرخ على المصادر الإسلامية، قرأها وأتى منها باستشهاداته، حللها في ضوء قصائد الشعر وكتب السير والأخبار والمغازي اعتمد كذلك على علوم رمام يتوقف عندها كثيرون وأهمها الجغرافيا والطبوغرافيا طبوغرافية المدينة وجغرافيتها، وفي ضوء ذلك عرج على الجانب الاقتصادي للوجود التاريخي لليهود بها، وحاول من خلال هذا الموزاييك المعرفي أن يستنطق الوثائق بمعلومات ربما لا تظهر من خلال التعامل مع علم واحد بعينه، ولم يبالغ مترجم الكتاب عندما ذكر في مقدمته أن المؤلف تبخر كثيرا في كتب الأنساب. فالكتاب إذن هو كتاب في تاريخ المدينة زمن البعثة وقبلها، إضافة إلى تاريخ الأحلاف بتفاصيلها وأبعادها، كذلك جغرافيا المدينة وحصونها وبساتينها بيد أن المؤلف و يقف عند هذا الحد بل هدف إلى تقييم حالة التاريخ الإسلامي في أطواره
التأسيسية مناديا بضرورة الخروج من ضيق كتب السيرة النبوية إلى سعة المصادر الأخرى الأدبية للوقوف على حقيقة ما جرى في الحلية المحمدية
كتاب بهم مؤرخي التاريخ الإسلامي في أطواره التأسيسية، كتاب ينبع منهجية تداخل العلوم، ويهمنا قراءته والتعامل معه بنفس المنهجية العلمية في التناول نقدا وتحليلا